متى ينتهي المشهد الراهن؟! 932069221

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

متى ينتهي المشهد الراهن؟! 932069221

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

 


    متى ينتهي المشهد الراهن؟!

    مشرفي Vvip
    مشرفي Vvip
    Admin


    المساهمات : 814
    تاريخ التسجيل : 25/08/2010
    العمر : 36
    الموقع : www.0arab.yoo7.com

    متى ينتهي المشهد الراهن؟! Empty متى ينتهي المشهد الراهن؟!

    مُساهمة  مشرفي Vvip السبت أكتوبر 16, 2010 5:11 am

    متى ينتهي المشهد الراهن؟! 4ns3cetr
    لا أدري هل كان الممثل بهذا الغباء أم أنه مستمتع بتكرار تمثيل المشهد؟! صرخ فيه المخرج عدة مرات، كاد يشتمه!! لكن للأسف.. في كل مرة يمثل المشهد ببرود، وفي كل مرة تزيد الأخطاء!! أمسك المخرج بعلبة الدواء وأخذ منها قرص الضغط.. ألقى العلبة في جوفه بدلاً من القرص من فرط غيظه!!

    ما أنقذ المخرج من سكتة قلبية محققة أنه ليس مضطراً للالتزام بمسار الأحداث الفعلي الذي سيراه المشاهد لاحقاً، بإمكانه إهمال هذا المشهد الآن، قد يقدم في التصوير مشهداً ويؤخر آخر، قد يبدأ بتصوير مشهد النهاية، وينتهي بتصوير مشهد البداية، بإمكانه أن يفعل أي شيء، فالمونتاج في النهاية هو الذي سيركب الفيلم، ويربط المشاهد.

    وليت إمكانية إعادة فك وتركيب المشاهد الواقعية التي نعيشها تخضع لهذه التقنية، وأعني الأحداث اليومية التي نحياها، فإذا اعتبرنا أننا جميعاً مشتركون في صناعة فيلم الحياة، وكل فرد فينا له دور في هذا الفيلم، صَغُر أو كَبُر؛ سنجد أن للشريط بداية ونهاية، لا تستطيع البدء في مشهد الانتصار على الظالم قبل أن ينتهي مشهد الاستعداد للمعركة، لا يمكن لمشهد إقبال الناس على سلعة جديدة أن يتقدم مشهد إيجاد السلعة، فلا يمكن التقديم والتأخير في المشاهد، والإخراج يتم عبر قواعد صارمة..

    إن قوانين الفعل الاجتماعي لا تجامل، لن تنتقل إلى المشهد التالي قبل أن تُتم الأول بنجاح، عندما يكون هناك مشهد غير متقن.. يأتي نداء الكون.. "أَعِد".. مهما حاولت أن تتهرب أو تتجاهل النداء.. سترتج بك الأرض رجاً من فرط الغضب، وتعيدك إلى نقطة البدء.. ويأتيك صوت الكون الجهوري.. "أَعِد"..

    لذلك كانت الإعادة المملة التي نراها للأحداث، هي استجابة لا إرادية لنداء الطبيعة... "أعد المشهد من جديد"، أنت تكرر العمل أحياناً لأنك تجد نداء خفياً يدفعك للتكرار.. "كلاكيت عاشر مرة".. حاول من جديد... لكن المحاولة تعني تحسين العمل والوصول إلى حالة التألق، لذلك قد تصرخ فيك الطبيعة علك تنتبه وتؤدي دورك بإتقان، هذه الصرخة التي تحول بينك وبين الهراء الذي تمارسه، قد تأخذ الصرخة شكل عقبة، أو حدث طاريء يحاول مساعدتك في تغيير مسارك، فإذا بك تنهض كل مرة ضارباً بالصرخة عرض الحائط وتقول.. "لن أيأس سأحاول من جديد".

    ليتك يئست.. يئست من التكرار عديم الجدوى.. فالصراخ يزيد عندما تأخذ المحاولة شكل التكرار الممل وتتجنب البحث عن الأداء الأفضل.. تنهرك الأحداث نهراً، وقد تؤذيك جسدياً لعلك تفيق، فالتكرار وحده لن يوصلك إلى هدفك.. لأنك لن تنتقل إلى المشهد التالي إلا إن أحسنت الأداء.. فلا يوجد مونتاج في فيلم الحياة.. والطبيعة لها نسق آخر في إخراج الإحداث!!

    فالتصوير يجب أن يكون بحسب تتابع الأحداث، والمشهد غير المتقن سيتكرر حتى يُكتب له الإتقان، إذا تساءلت يوماً لماذا أبذل جهداً ولا أحصد نتائج؟! فاعلم أن ثمة خللاً في المشهد يجعل الطبيعة تجبرك على الإعادة، ربما تمثل في المكان الخطأ، أو لديك أزمة في الأداء الفعال.

    إن أردنا لهذا الفيلم الذي نعيشه أن ينتهي، أو أردنا لمشهد الختام أن يجيء أوانه، أو كنا أقل طموحاً ورغبنا فقط في الانتقال إلى مشهد جديد ومرحلة جديدة؛ فهذا يعني الإنصات للنداء "كلاكيت"، وتحسين الأداء قدر المستطاع.

    تناقشت في هذه الفكرة مع بعض المجموعات التي تكرر ما تقوم به دون سأم... قلت لهم ألا تشتاقون إلى تمثيل مشهد الختام؟؟ فأجابوني بأسى: لا ... نحن نعلم من قرارة أنفسنا أننا لسنا أبطال المشهد الأخير، ويعز علينا أن نرى غيرنا ينال التصفيق.. لذلك أجمعنا أمرنا.. واتخذنا قرارنا... لن نوقف التكرار.. لن يتزحزح هذا المشهد!!

    قلت لهم وقد أشفقت عليهم: ليست الأمور بهذه البساطة، أنتم لن تعاندوا قوانين الكون.. أتذكرون الممثل الغبي الذي حدثتكم عنه في البداية؟! لم يصبر عليه المخرج، لقد نحاه عن دوره، واستبدل آخر به، والطبيعة أيضاً لن تصبر عليكم، ستُستبدَلون... قد تتحول الكاميرا عنكم وتذهب إلى من هم أكثر إبداعاً، أو تتحولون إلى كومبارس – وما أكثر المجموعات التي تحولت إلى كومبارس، أو تمثلون أدوار أموات في مقبرة جماعية، لأن فيلم البشرية في النهاية سيُصور.. وسينتهي في موعده، رغم أنف الكسل والملل والشطل!!

    عزيزي القاريء.. أرجوك.. لا تسألنِ ما الشطل.. فهذا خطأ في أدائي لمشهد كتابة المقال.. وسأعيد المشهد من جديد!! سأعيد آخره فقط، حتى أنطلق للمشهد التالي، أن يكون المقال بين يديك.. لأن فيلم البشرية في النهاية سيُصور.. وسينتهي في موعده

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 4:37 am